الإنسان الواثق بنفسه والواثق بقدراته هو شخص متحمل للمسؤولية بالضرورة، وعندما يكون متحملاً للمسؤولية فإنه يكون بذلك محط أنظار غيره من الناس والأشخاص المحيطين به بالضرورة، وبالتالي فهو إنسان متميز يمكن الاعتماد عليه في أوقات الأزمات وحتى في الأوقات العادية والطبيعية، وقد يكون عملة نادرة، فكثير من الناس يتنصلون من مسؤولياتهم في أوقات الأزمات والأوقات الحرجة ومن هنا كان من الضروري أن يقوم كل شخص بزيادة ثقته بنفسه وتحمل المسؤولية فتحمل المسؤولية له إيجابياته المتعددة، فالتنصل من المسؤولية يقلل وبشكل كبير جداً من أعداد القادرين على القيام بالمهام وخاصة الكبيرة منها، ويضيع العمل بين الأشخاص ويضيع المجهود.
من أبرز الإيجابيات المتعلقة بتحمل المسؤولية أنها تعطي الإنسان شعوراً باستقلاليته عن الآخرين، وهذا أكثر ما يكون في الأعمال الشخصية، فبدلاً من أن يعتمد الإنسان على غيره في إدارة وتنظيم شؤون حياته فإنه يكون هو نفسه قادراً على القيام بكل ما يخصه من أعمال مختلفة ومتنوعة، فهذا الأمر هو من الأمور الهامة جداً للإنسان فهو بذلك لن يسبب حملاً زائداً على غيره بالإضافة إلى أنه لن يكون مضطراً للانتظار فترة من الزمن حتى يقوم غيره بتأدية أعماله الخاصة به، كما أنه لن يظل رهينة لهم ولأوقات فراغهم، ولن يكون مضطراً لأن يحتل المرتبة الأخيرة في اهتماماتهم المختلفة. بالإضافة إلى ذلك فممارسة الأعمال بشكل خاص وتحمل المسؤولية يثريان خبرات الإنسان ويعملان على تزويده بالحكمة الضرورية والقدرة على أن يكتسب المهارة اللازمة لأداء العديد من الأعمال والمهمات التي قد تكون معقدة، هذا ويمكن للإنسان أن يكون قادراً بفضل هذه الخبرات أن يكون الأمل الذي تتجه إليه عيون وقلوب الناس اللذين لا يعلمون كيفية القيام بالأعمال والمهمات المعينة وخاصة في الأوقات الصعبة. كما وأن الإنسان الذي يتحمل المسؤولية هو إنسان قادر على لعب دور القائد الناجح أو الأب الناجح أو الأم الناجحة وهذا مما يزيد ويرفع سواء من مرتبته في المجتمع أم من مرتبته في العائلة أم من مرتبته في الوظيفة أو في العمل مما يحسن من دخله ومن ظروف حياته المختلفة . وأخيراً فإن الشخص المتحمل للمسؤولية هو شخص يعلم تماماً المهام المطلوبة منه فيريح ويستريح، بالإضافة إلى وضوح الهدف ووضوح الطريق الذي سيسلكه أمام عينيه مما سيؤدي إلى سعيه الدائم خلف تطوير نفسه بغية الوصول إلى هدفه وعدم إهدار أوقاته ومجهوداته بالمهاترات التي لا داعي لها.
0 التعليقات: